روحه ، ثمّ قال لك : كن ، فكنت ، ثمّ أمر الملائكة فسجدوا لك ، ثمّ قال : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) فنهاك عن شجرة واحدة ، فعصيت ربّك ، فقال آدم : يا موسى ، ألم تعلم أنّ الله قدّر هذا علىّ قبل أن يخلقني» ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد حجّ آدم موسى ، لقد حجّ آدم موسى ، لقد حجّ آدم موسى» (١)
__________________
(١) في الأصل : في الثلاث جمل زيادة واو بين آدم وموسى هكذا : «لقد حجّ آدم وموسى» وهو تحريف من الناسخ.
__________________
وقال ابن مندة : رواه جماعة عن أبي هريرة منهم أبو سلمة ، وطاوس ، وأبو صالح ، وغيرهم ، ولم يذكر منهم واحد في حديثه : اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ. وهذه اللفظة في حديث روي عن أبي ذر ـ رضي اللّه عنه ..
وقال الحافظ في الفتح (١١ / ٥٠٦) : وقع لنا من طريق عشرة عن أبي هريرة ... ثم ذكر رواية المصنف وغيرها ، وقال (ص ٥٠٧) : وهذا يشعر بأن جميع ما ذكر في هذه الروايات محفوظ ، وأن بعض الرواة. حفظ ما لم يحفظ الآخر.
وفي الباب عن جندب ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي موسى الأشعري وعمر بن الخطاب ، وغيرهم رضي اللّه عنهم أجمعين ، وانظر الدرّ المنثور (١ / ٥٤ ، ٥٥).
قوله حج آدم موسى : أي غلبه بالحجّة.
[فائدة] : قال ابن عبد البر : (هذا الحديث أصل جسيم لأهل الحق في إثبات القدر ، وأن اللّه قضى أعمال العباد ، فكل أصل يصير لما قدر له بما سبق في علم اللّه ... وليس فيه حجة للجبرية.).