ذلك ، فلمّا رأى الشّيطان أنّه حضر هلاكه هرب ، وأرسل به فألقاه في البحر ، وفي الحديث ـ فتلقّاه سمكه فأخذه ، وخرج الشّيطان حتّى لحق بجزيرة في البحر ، وخرج سليمان عليهالسلام يحمل لرجل سمكا قال : بكم تحمل ، قال : بسمكة من هذا السّمك فحمل معه حتّى بلغ به ، أعطاه السّمكة الّتي في بطنها الخاتم ، فلمّا أعطاه السّمكة ، شقّ بطنها يريد يشويها ، فإذا الخاتم فلبسه ، فأقبل إليه الإنس والشّياطين ، فأرسل في طلب الشّيطان فجعلوا لا يطيقونه فقال : احتالوا له فذهبوا فوجدوه نائما قد سكر ، فبنوا عليه بيتا من رصاص ، ثمّ جاءوا ليأخذوه فوثب ، فجعل لا يثب في ناحية إلّا أماط (١) الرّصاص معه فأخذوه فجاءوا به إلى سليمان ، فأمر بتخت من رخام ، فنقر ، ثمّ أدخله في جوفه ، ثمّ سدّه بالنّحاس ، ثمّ أمر به فطرح في البحر.
__________________
(١) في الأصل «أماطا» بزيادة ألف في آخره.
__________________
ـ وقد رواه أيضا الطبري في تفسيره (١ / ٣٥٧) من طريق أبي معاوية عن الأعمش ـ به ، ولم يسقه بتمامه ، وعزاه في الدر المنثور (١ / ٩٥) لابن أبي حاتم.