عن أنس بن مالك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم سار إلى بدر ، فاستشار المسلمين ، فأشار عليه أبو بكر ، ثمّ استشار رجلا فأشار عليه عمر ثمّ استشارهم ، فقالت الأنصار : يا معشر الأنصار : إيّاكم يريد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : إذا لا نقول كما قالت بنوا إسرائيل لموسى (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا [إِنَّا هاهُنا])(١) والّذي بعثك بالحقّ ، لو ضربت كبدنا إلى برك الغماد لاتّبعناك.
__________________
(١) سقطت من الأصل ، وألحقت بالهامش.
__________________
ـ والحديث أخرجه أيضا أحمد (٣ / ١٠٥ ، ١٨٨) ، وأبو يعلى (رقم ٣٧٦٦ ، ٣٨٠٣) ، وابن حبان في صحيحه (٧ / ١٠٩ رقم ٤٧٠١ ـ الإحسان) ، وابن مردويه ـ كما في تفسير ابن كثير (٢ / ٤٠) ـ ، من طرق عن حميد عن أنس ـ به ، ولم ينفرد به حميد : فقد رواه ابن حبان (رقم ٤٧٠٢ ـ الإحسان) من طريق حماد عن ثابت عن أنس نحوه بأتم مما هاهنا ، وسنده جيد قوي.
ويشهد له ما سبق (رقم ١٦٠) من حديث ابن مسعود ، وفي الباب عن عتبة السلمي والمقداد وغيرهما ، وانظر الدرّ المنثور (٢ / ٢٧١).
قوله برك الغماد : موضع في أقاصي هجر ، وقيل في طرف اليمن ، وقيل وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر ، و (برك) : بفتح أوله للأكثر وقيل بالكسر ، وسكون الراء وضعف فتحها ، و (الغماد) : يروى بضم الغين المعجمة وكسرها وهما صحيحان ، كما يروى بالراء بدل الدال مع كسر الغين (المعجمة).