فجاء رجل كثّ اللّحية ، مشرف الوجنتين ، غائر العينين ، ناتئ الجبين ، محلوق الرّأس ، فقال : اتّق الله يا محمّد ، قال : «فمن يطع الله إن عصيته ، يأمنني على أهل الأرض ، ولا يأمنوني؟» قال : وأدبر الرّجل ، فاستأذن رجل من القوم في قتله ـ يرون أنّه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا ، إنّ من ضئضيء هذا قوما (١) يقرءون القرآن ، لا يجاوز حناجرهم ، يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة ، لئن أدركتهم لأقتلهم قتل عاد.»
__________________
(١) بالأصل : «قوم» والصواب ما أثبتناه لأنه اسم «إن» منصوب.
__________________
الأنبياء ، باب قول اللّه تعالى : إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ * وقوله إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ ـ إلى قوله ـ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ و (رقم ٤٣٥١) كتاب المغازي ، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع و (رقم ٤٦٦٧) مختصرا ـ كتاب التفسير ، باب وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ و (رقم ٧٤٣٢) كتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ وقوله جل ذكره : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٠٦٤ / ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٤٦) كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم * وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٤٧٦٤) كتاب السنة ، باب في قتال الخوارج * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٢٥٧٨) كتاب الزكاة ، المؤلفة قلوبهم و (رقم ٤١٠١) كتاب تحريم الدم ، من شهر سيفه ثم وضعه في الناس ، كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم أبي الحكم البجلي الكوفي ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٤١٣٢).
قوله : بذهيبة : هي تصغير ذهب ، وأدخل الهاء فيها لأن الذهب يؤنث