يهنّئوني بالتّوبة يقولون : لتهنئك توبة الله عليك ، قال كعب : حتّى دخلت المسجد ، فإذا برسول الله صلىاللهعليهوسلم جالسا حوله النّاس ، فقام إليّ طلحة بن عبيد الله يهرول حتّى صافحني وهنّأني ، وو الله ما قام إليّ رجل من المهاجرين غيره ، ولا أنساها لطلحة ، قال كعب : فلمّا سلّمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ـ وهو يبرق وجهه من السّرور : «أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمّك» فقلت : من عندك يا رسول الله أو من عند الله؟ قال : «لا ، بل من عند الله» وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا سرّ استنار وجهه كأنّه قطعة قمر ، وكنّا نعرف ذلك منه ، / فلمّا جلست بين يديه ، قلت : يا رسول الله ، إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك» قلت : فإنّي
__________________
ـ المصنف في المجتبى : (رقم ٣٤٢٢ ، ٣٤٢٣ ، ٣٤٢٤ ، ٣٤٢٥) كتاب الطلاق ، باب الحقي بأهلك ـ بقصة اعتزاله وصاحبيه نساءهم ـ ، كلهم من طريق ابن شهاب الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١١١٣١ ، ١١١٤٢).
قوله «فأوفى على جبل» : أي صعده واعتلاه.
قوله «لتهنئك توبة الله عليك» : من الهناء ، أي : لتعش في هناء بتوبة الله عليك.
قوله «أبلاه الله» : أي أنعم عليه ، والبلاء والإبلاء يكون في الخير والشر ، لكن إذا أطلق ، كان للشر غالبا ، فإذا أريد الخير قيد كما قيده هنا ، فقال : أحسن مما أبلاني.