للطالب كل شيء أو أن يهيئ له كل شيء ، بل على الطالب أن يكدّ ويكدح حتى يجني ثمار جهوده بنفسه ، مع ما ينبغي أن يلتزم به الطالب من التواضع ، وحسن الظن بشيخه ، والقيام بواجب الخدمة والاحترام. وهذا الأمر مستغرب الآن ، لكنه المنهج المألوف المتعارف عليه عند الأقدمين من علماء هذه الأمة وساداتها. ومع الأسف ؛ إن العلم بعد أن تحول إلى وظائف وشهادات ماتت هذه المعاني واستخف الناس بها».
نعم نقول لم يتحرج الإمام النسائي عن الرواية عنه في تفسيره هنا ، حيث روى عنه في التفسير عدة روايات ، منها : (١٩ ، ٦٠٩ ، ٦٣٠ ، ٦٦١) وروى عنه كمّا كبيرا في المجتبى من سننه ، فقد روى عنه (١٤٠) (١) رواية ، وفي عشرة النساء من الكبرى (٤ روايات ، وفي عمل اليوم والليلة (٦) روايات ، وفي فضائل القرآن (٤) روايات ، وفي الخصائص (٣) روايات ، وفي فضائل الصحابة رواية واحدة.
فهذا ما يزيد على (١٦٠) رواية ـ مما طبع من مصنفاته ووقع لنا ـ عن شيخه الحارث بن مسكين ، فانظر كم من المرات تستر واختفى حتى يسمعها ـ هذا غير الروايات الأخرى بسننه الكبرى وبغيرها ، وما لم يحدّث به مما لم يرتضه كما علم من صنيعه ، والغالب
__________________
(١) كما في فهرس شيوخه الذي أعدّه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة