في روايته عن شيخه الحارث بن مسكين أن يقرنه بغيره ، كما وقع في أول حديث جاء ذكره في التفسير (هنا برقم ١٩) أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم.
وهذا الذي فعله الإمام النسائي قد استنبط منه علماء الحديث عند استخراجهم لقواعد هذا العلم الشريف وبحثهم في طرق تحمّله وجعلوا هذا نوعا منفردا وهو : «لو خصّ [الشيخ] بالسماع قوما فسمع غيرهم بغير علمه جاز له أن يرويه عنه ، قاله الأستاذ أبو إسحاق الأسفرائيني. ومنه قول أبي داود صاحب السنن : قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد ، وعن النسائي ما يؤذن بالتحرز منه ، وهو روايته عن الحارث بن مسكين وهو حذف الصيغة حيث يروي عنه ، بل يقتصر على قوله : «الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع» فلذلك تورع وتحرى» (١).
وبعد : فهذه أقوال هؤلاء الأعلام في هذه المسألة ـ الدوني ، وابن جماعة ، وابن الأثير ، والطيبي ، وابن نقطة ، والذهبي والسخاوي ـ واجتمع قولهم ونقلهم على هذا.
__________________
(١) المنهل الروي لابن جماعة (ص ٨٤) وفتح المغيث للسخاوي (٢ / ٢٠ ـ ٢١) وخلاصة الطيبي (ص ١٠٤) وجامع الأصول لابن الأثير (١ / ١١٦) والإلماع للقاضي عياض (ص ١٢٥).