الحافظ لحياته. وإما [بذبّ العدوّ](١) عنه. يقال : رعيته أرعاه أي حفظته. وأرعيته : جعلت له ما يرعى. والرّعي والرّعاء : السياسة والمحافظة قال تعالى : (فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها)(٢) أي حافظوا عليها حقّ المحافظة ، فسمّى كلّ سائس لنفسه راعيا (٣). ومنه : «كلّكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيّته» (٤). ويجمع الرّاعي على رعاء ؛ قال تعالى : (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ)(٥) ، وعلى رعاة ، وهو قياسه ، كقضاة. ورعيته فهو مرعيّ ، وأصله مرعوي ، قال الشاعر (٦) : [من السريع]
ولا المرعيّ كالرّاعي
ومراعاتك (٧) الشيء : مراقبتك إيّاه ، وما يكون منه ، ومنه : راعيت النجوم قال النابغة (٨) : [من الطويل]
تطاول حتى قلت : ليس بمنقض |
|
وليس الذي يرعى النجوم بآيب |
وأرعيته سمعي : جعلته راعيا ، وقوله تعالى : (لا تَقُولُوا راعِنا)(٩) نهي عن التلفّظ بهذه الكلمة ؛ لأنّ اليهود كانوا يقولونها عن وجه آخر من الرعونة ، ويوهمون أنّهم يريدون بها الأمر من المراعاة والنظر لمّا سمعوا المؤمنين يقولونها ، فاستعرضوا ذلك ، فنهى المؤمنين عن التلفّظ بها ، وقد تقدّم ذلك (١٠) ، وأوضحنا القصة في التفسير. وقوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ
__________________
(١) ساقط في الأصل ، فأضفناه من المفردات : ١٩٨.
(٢) ٢٧ الحديد : ٥٧.
(٣) الصواب : لنفسه ولغيره.
(٤) : النهاية : ٢ ٢٣٦.
(٥) ٢٣ القصص : ٢٨.
(٦) القول من بيت لأبي قيس بن الأسلت كما في اللسان ـ رعي. وتمامه :
ليس قطا مثل قطيّ ، ولا ال |
|
مرعيّ ، في الأقوام ، كالراعي |
(٧) في الأصل : ومرعاتك.
(٨) الديوان : ٥٥. والبيت هنا على رواية أبي عبيدة ، وفي الديوان : تقاعس. والذي يرعى النجوم هو كوكب الصبح لأنه يطلع آخرها.
(٩) ١٠٤ البقرة : ٢.
(١٠) في المادة السابقة.