جمع رجا بالقصر. والرجا : الجانب والحافّة. ومنه : رجا البئر. وهو من ذوات الواو (١) ، ولقولهم رجوان فيكتب بالألف (٢). وقال ابن عباس في حقّ معاوية : «كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب» [وصفه](٣) بصفة (٤) سعة الخلق.
فصل الراء والحاء
ر ح ب :
قوله تعالى : (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ)(٥) أي اتّسعت. والرّحب : السعة. ومنه مكان رحب ورحيب ورحاب. ورحبة المسجد والدار ، لسعتها. واستعير ذلك في سعة الخلق فقيل : فلان رحب الصدر. كما استعير في ضدّه ضيّق الصّدر. ورحب : قاصر. فأمّا قولهم : رحبتكم الدار فلتضمّنه معنى وسعتكم. وقوله تعالى : (لا مَرْحَباً بِهِمْ)(٦) ، أي أتوا مكانا مرحبا أي واسعا من قولهم : مرحبا وأهلا وسهلا ، تقديره : أتيت مكانا رحبا لا ضيّقا ، وأهلا لا أجانب ، وطريقا سهلا لا حزنا. فهذه منصوبة بعامل مقدّر (٧) لا يظهر. ولا يجوز أن يكون مرحبا اسم لا لأنه مفرد منصوب. ولو كان اسمها لبني على الفتح.
ر ح ق :
قوله تعالى : (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ)(٨) الرّحيق من أسماء الخمر. وقيل : الرحيق : كلّ شراب لا غشّ فيه ولا كدر.
__________________
(١) بدليل ظهورها في رجاوة مصدر رجا يرجو رجوا ورجاء ورجاوة.
(٢) كعصا وعصوان.
(٣) إضافة يقتضيها السياق.
(٤) وفي الأصل : بصيغة.
(٥) ٢٥ التوبة : ٩.
(٦) ٥٩ ص : ٣٨.
(٧) بمعنى أنزل أو أقم. فلما عرف معناه المراد به أميت الفعل.
(٨) ٢٥ المطففين : ٨٣.