الزّلّة ، والأول أصوب لقراءة من قرأ : فأزالهما (١) ، ولا يليق بحال آدم عليهالسلام أن تصيبه الزّلّة. والزّلّة في الأصل : استرسال الرّجل وزلقها من غير قصد. والمزلّة : المكان الزّلق. ثم قيل للذّنب زلّة تشبيها على زلة الآراء والعقول بزلة الأقدام. وعليه قوله تعالى : (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ)(٢) إن تنحّيتم عن الحقّ. يقال : زلّ في الدّين يزلّ زلّا ومزلّة ، وزلّ في الطين ونحوه زللا. وأزللت عنده إزلالا وزلّة : إذا اتّخذت عنده يدا. وفي الحديث : «من أزلّت إليه نعمة فليشكرها» (٣) أي من أسديت إليه لا بقصد ، وفيه تنبيه على أنّ شكرها إذا كان لازما من غير قصد فكيف معه؟
وأزللته عن جوابه : أزلته عنه. وقوله : (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ)(٤) أي استجرّهم وطلب زللهم ؛ فإنّ الصغيرة متى فعلت سهّلت ارتكاب أمثالها ، ومكّنت الشيطان من صاحبها. وروي أنّ «المعاصي بريد الكفر» (٥) نسأل الله البديع العصمة من الزّلل.
ز ل م :
قوله تعالى : (وَالْأَزْلامُ)(٦) الأزلام : قداح كانت العرب تتشاءم بها وتتفاءل ، كانوا يضعونها عند سدنة الأصنام. فإذا أرادوا أمرا أتوا السادن فأجال الخريطة فإن خرج السهم الذي فيه الأمر مضى ، وإن خرج ما فيه النّهي أمسك. قال تعالى : (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ)(٧) أي وحرّم عليكم ما قسم لكم بهذه القداح ، الواحد منها زلم وزلم. والزّلم ـ أيضا ـ سهم لا ريش له. والأزلام قوائم البقر الوحشية تشبيها بالقداح للطافتها. وسمي
__________________
(١) وفي ح : فأزلهما. يقول الأخفش : «والتضعيف القراءة الجيدة وبها نقرأ». وقال بعضهم : «فأزالهما» أخذهما من «زال يزول» (معاني القرآن : ١ ٢٣٢). وأيد التضعيف تفسير الطبري : ١ ٥٢٤ وعزاها إلى عامة القراء.
(٢) ٢٠٩ البقرة : ٢.
(٣) النهاية : ٢ ٣١٠. وفي الأصل : «من أزليت له ..» ، والتصويب من النهاية.
(٤) ١٥٥ آل عمران : ٣.
(٥) قال في كشف الخفاء ٢ ٢١٣ : «لم أر من ذكره غير ابن حجر المكّي في شرح الأربعين. قال : أظنّه من قول السلف ، وهو معنى ما قيل : الصغيرة تجرّ الكبيرة ، وهي تجرّ الكفر».
(٦) ٩٠ المائدة : ٥.
(٧) ٣ المائدة : ٥.