الصحيح ، لأنه أبلغ في القدرة. فإن قيل : اليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وقيل : خلق ذلك وليس شمس [هناك] فالجواب أنه فعل في مدة هذه مقدارها. وهذا خطاب لما يفهمه الناس ، وإلا فالباري تعالى إيجاده الأشياء ب «كن». وقيل : ستة من أيام الآخرة ؛ كلّ يوم ألف سنة ، وهو ضعيف جدا.
وأصل ستّ سدس ، فأبدلت السين الأخيرة تاء كإبدالها في قولهم : النات النات (١) ، يريدون الناس الناس. وقرئ به شاذا فاجتمع متقاربان ، فأدغمت الدال في التاء بعد قلبها بجنس ما بعدها. ويقال : سادس وسادي ، بإبدال السين ياء. قال (٢) : [من الطويل]
ويعتدّني إن يتّق الله ساديا
يريد : سادسا. وسدست القوم : صرت سادسهم ، وأخذت سدس أموالهم. وسدس الشيء : جزء من ستة أجزاء. وأمّا قولهم : فلانة ستّ القوم ، فلغة مولّدة غير معروفة.
س د ي :
قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً)(٣) أي مهملا غير مأمور ولا منهيّ. وكلّ شيء تركته وأهملته فهو سدى. وفي الحديث : إنّه كتب ليهود تيماء : إنّ لهم الذّمّة وعليهم الجزية بلا عداء ، النهار مدى والليل سدى» (٤). السّدى : التّخلية. والمدى : الغاية. فالمراد أنّ لهم ذلك أبدا. وأسديت إليه نعمة : كأنّه أرسلها وأهملها ، فلم يمنّ بها عليه.
والسّدى : سدى الثوب ؛ بالفتح والقصر : ما ظهر من غزل الثوب ، واللّحمة : ما خفي منه. وقيل : بالعكس.
__________________
(١) واستخدم ذلك علباء بن أرقم في قوله (اللسان ـ مادة نبت) :
يا قبّح الله بني السّعلاة |
|
عمرو بن يربوع شرار النّات |
(٢) وفي الأصل : إن لم ، فأسقطنا حرف الجزم للوزن.
(٣) ٣٦ القيامة : ٧٥ ، وصوّبنا الآية.
(٤) النهاية : ٢ ٣٥٦.