الفاء وتشديد العين من الضرّ ، وبكسر الفاء وسكون العين (١) يقال : ضرّه ضرّا وضاره ضيرا. ومنه قوله تعالى : (لا ضَيْرَ)(٢) وضاره يضوره ، ثلاث لغات بمعنى. وضاررته : خالفته. وأنشد للنابغة (٣) : [من المتقارب]
وخصمي ضرار ذوي تدرإ |
|
متى بات سلمها يشغبا |
وفي بعض روايات حديث الرؤية «لا تضارّون في رؤيته» (٤) ، أي لا تتخالفون.
ض ر ع :
(إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا)(٥). التضرّع : التذلّل والخضوع والاستكانة. وفي الحديث أنه قال في ولدي جعفر : «ما لي أراهما ضارعين؟» (٦) فالضارع : الذليل. وأنشد (٧) : [من الطويل]
ليبك يزيد ضارع لخصومة |
|
ومختبط ممّا تطيح الطّوائح |
وقد ضرع ضراعة وأنشد : [من الوافر]
أذاقكم الضراعة والهوانا
فهو ضارع وضرع. فالتضرّع : إظهار الضّراعة. ومنه قوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ
__________________
(١) يقول الفراء : إن شئت جعلت جزما ـ لا يضركم ـ وإن كانت مرفوعة ، ولو نصبتها أو خفضتها كان صوابا .. وقد قرأ بعض القراء : «لا يضركم» تجعله من الضّير ، ولو قرئت «لا يضركم» كان صوابا (معاني القرآن : ١ ٢٣٢).
(٢) ٥٠ الشعراء : ٢٦.
(٣) هو نابغة بني جعدة ، والشاهد في اللسان ـ مادة ضرر. والعجز ساقط من س.
(٤) هذه الرواية على تشديد الراء. وأما التخفيف فهو من الضّير ؛ لغة من الضّرّ. وانظر النهاية : ٣ ٨٢.
(٥) ٤٣ الأنعام : ٦.
(٦) النهاية : ٣ ٨٤ ، وهو جعفر الطيار.
(٧) اختلفوا في نسبة البيت ففي كتاب سيبويه (١ ٢٨٨ ...) للحارث بن نهيك ، نسبه الأعلم الشنتمري (في شرح شواهد الكتاب) إلى لبيد. على أن البيت مشهور بنسبته إلى نهشل بن حري. وهو من شواهد أوضح المسالك : ٢ ٣٤٢ من غير عزو.