(طروقه) (١) ، أي من غير زوجة. ومن كلام عمر : «البيضة منسوبة إلى طرقها» (٢) أي إلى فحلها ؛ عبّر عن الفحل بالمصدر كرجل عدل. وأنشد للراعي (٣) : [من الكامل]
كانت نجائب منذر ومحرّق |
|
أمّاتهنّ وطرقهنّ فحيلا |
قال الهرويّ : يجوز أمّاتهنّ نصبا على خبر كان ، ويجوز نجائب (٤) نصبا وأماتهنّ رفعا اسما لكان. وطرقهنّ فحيلا أي وكان طرقهن فحيلا (٥). قلت : ما ذكره من نصب أمّاتهنّ لا يستقيم معناه ، إذ ليس المقصود أن يخبر عن نجائب هذين الرجلين بأنهنّ أمّاتهنّ إلا على وجه التشبيه. أي مثل أماتهنّ. ولا يتكاذب الخبر والمخبر عنه ، وليس التشبيه مقصودا. وإعراب البيت أن يكون نجائب رفعا بكان ، وأماتهنّ بدلا منهنّ ، وطرقهنّ عطف ، والمراد به الأب. وفحيلا خبر عن المتعاطفين. المعنى على ذلك ، والتقدير : كانت أمّات هذه النجائب وآباؤها فحيلا ، أي منسوب لفحل كريم. وتجويزه نصب النجائب مردود بما ردّ به نصب أمّاتهن ، ولسنا الآن بصدد تحقيق إعراب ، فلنعد إلى ما نحن بصدده.
وأمّات جمع أمّ ؛ يقال في العقلاء أمهات وفي غيرهم أمات. هذا هو الغالب ، وقد يعكس. وفي الحديث : «كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة» (٦) أي التّرسة التي أطرقت بالعقب ، أي ألبست به ، من طارقت النّعل. كذا فسّره الهرويّ وغيره : يقول : من دقّها وطرقها بالمطرقة. وهو أقرب للتشبيه بوجوه التّرس. والتّرسة تكون حديدا.
ط ر ي :
قوله تعالى : (تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا)(٧) أي غضّا جديدا من الطّراوة ، وهي ضدّ اليّبس. يقال : طرّيت كذا. وقد طري فهو مطريّ. ومنه المطرّاة من الثياب. والإطراء : هو تجاوز
__________________
(١) النهاية : ٣ ١٢٢.
(٢) النهاية : ٣ ١٢٢.
(٣) قاله في وصف الإبل. وهو في اللسان (مادة طرق) وفيه : كانت هجائن.
(٤) وفي س : أماتهن ، وهو وهم.
(٥) أي منجبا.
(٦) النهاية : ٣ ١٢٢. ورويت الراء مشدّدة للتكثير ، وحسب الأصل أشهر.
(٧) ١٢ فاطر : ٣٥.