ما ذكره الحكيم السبزوارى وغيره ـ فان اطلاق الموجود عليه فى قولنا : (يا موجود) اما ان يراد منه شىء له الوجود كما فى اطلاقه على غيره فهو المطلوب. او يراد به مقابله ، وهو يا معدوم فيلزم منه تعطيل العالم عن الصانع ، او يراد منه معنى لا نفهمه ، فيكون مجرد لقلقة لسان ، ويلزم تعطيل العقول ـ حينئذ ـ عن فهم الاوراد والاذكار.
إلّا انه لا يتم فى المقام. لان المبدأ لما كان متحدا مع الذات فى صفاته تعالى لم يكن استعمال المشتق فيه حقيقة لفرض اشتراط المغايرة فى المعنى الموضوع له فلا بد من ارادة معنى آخر منه مجازا فى قولنا : يا عالم مثلا وهو يا من علمه عين ذاته ، وكذا يراد من يا قادر ، يا من قدرته عين ذاته. وكيف كان ، فلا يلزم من عدم ارادة المعنى المتعارف لقلقة اللسان. فلا يلزم التعطيل.
التنبيه الرابع ـ
ان الغرض من بحث المشتق معرفة ما هو الموضوع له ، وهل هو مفهوم منطبق على خصوص المتلبس الفعلى ، او عام ينطبق على ذلك ، وعلى من انقضى عنه المبدأ. اما تطبيق ذلك المفهوم على موارده بنحو الحقيقة ، او الادعاء فهو خارج عن البحث. اذ لا يلزم المجاز فى موارد الادعاء. فان الادعاء ـ كما هو مذهب السكاكى ـ تصرّف فى التطبيق. واما اللفظ فقد استعمل فى معناه الموضوع له فلو قال : زيد اسد فكلمة اسد استعملت فى الحيوان المفترس غايته قد طبق الحيوان المفترس على زيد بنحو من التوسعة لا على سبيل الحقيقة ، بل على نحو الادعاء. ويتضح الحال فى موارد الخطأ ، كما لو ظهر شبح من بعيد ، وتخيّل اسد فقيل : هذا اسد. فالاستعمال هنا ليس بمجاز. لانه استعمال فيما وضع له لا فى غير ما وضع