بتصديقه. واما الجمل الانشائية. فحقيقتها ابراز ما هو كائن فى النفس من اعتبار خاص ، او امر حقيقى ، كالترجى ، والتمنّى. وهذا وسابقه من الامور النفسية لان قصد الحكاية او امر آخر ثابت فى افق النفس من الامور القائمة بالنفس فكان على هذا كل من مدلول الجملتين امرا نفسيا قائما بالنفس.
واما دعوى ان ذلك هو الكلام النفسى ، كما يبدو من شبهة الاشاعرة فى قبال الكلام اللفظى فغير ثابت. اذ لا مانع من صيرورته امرا نفسيا وليس من الكلام النفسى ولبيان ذلك ، وايضاحه لا بدّ من عرض شبهة الاشاعرة فى الكلام النفسى ، والاجابة عليها ، ولهم فى ذلك ادلة اربعة :
(الكلام النفسى وادلته)
الدليل الاول ـ ان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالتكلم فقال : (وكلم الله موسى تكليما) وقد اصبح التكلم صفة من اوصافه ، وبما انه تعالى قديم ، ويستحيل ان يتصف بالحادث لا مناص من الالتزام باحد امرين : اما حدوث الواجب. وهو مستحيل ، واما قدم الكلام ولا محذور فيه. وحيث ان الكلام اللفظى امر حادث تدريجى الحصول يوجد جزء منه ، وينعدم فلا بد من الالتزام بوجود كلام قديم ، وهو المعبر عنه بالكلام النفسى.
والجواب عنه ـ ان القدم معتبر فى صفاته الذاتية ، كالعلم ، والقدرة ، والحياة ، وذلك لعينية صفاته لذاته. واما فى صفاته الفعلية. فلا يعتبر ذلك اصلا ، بل هو امر مستحيل لان فعله حادث ، كالخلق ، والاماتة فلا معنى لاتصافه به من القديم ، والتكلم من هذا القبيل لانه بمعنى ايجاد