اى ما هو نسبة ظرفية بالحمل الاولى ـ بل نريد به انها موضوعة لواقعها وما هو نسبة بالحمل الشائع. وهذا كقولنا : اجتماع الضدين ، او شريك البارى محال. فانا لا نريد به ان نفس مفهوم ذلك محال. بل المحال واقع الاجتماع ، وواقع الشريك ، وهكذا العدم فان مفهومه ليس بمعدوم بالحمل الشائع الصناعى. نعم مفهوم العدم عدم بالحمل الذاتى.
فالذى تلخص من مقالة بعض المشايخ : ان الحروف وضعت لواقع النسب ، والروابط الخارجية التى هى سنخ من الموجودات غير المستقلة ، والتى هى غير موجودة فى نفسها ، بخلاف الاسماء فانها وضعت لمفاهيم مستقلة فى عالم التصور.
(ولا يخفى) ان البحث هنا يقع فى مرحلتين : (الاولى) فى اصل تحقق قسم رابع ـ غير وجود الواجب والجواهر والاعراض ـ وهو الوجود المصطلح عليه (وجود لا فى نفسه). (الثانية) فى ان الحروف وضعت لهذا المعنى أم لا؟.
اما الكلام عن الاولى ـ فالتحقيق انه ليس هناك قسم رابع من الموجودات الممكنة غير وجود الجواهر والاعراض ، والوجه فيه ان هذه الموجودات غير المستقلة لو كانت لم تكن لها ماهية اصلا ، ولا يتعقل وجود خارجى امكانى بلا ماهية. إذ لا معنى للموجود بلا ماهية ، فانها حد للوجود. نعم وجود الواجب لا ماهية له لانه لا حدّ له.
واما ما استدلال به من البرهان على إثباته فغير تام ... لان غاية ما جاء به ان تعدد المتعلق ، يكشف عن تعدد الوجود ، وهذا ليس بصحيح ، إذ ربما يكون هناك وجود واحد فى الخارج ، ويكون من جهة متيقنا ، ومن اخرى مشكوكا. فالكلى ربما يتيقن بوجوده فى الدار ، ولكن