بالامكان ، او بالامتناع ، أو بغير ذلك.
فالحروف وضعت لمفاهيم غير مستقلة فى نفسها ، بل قائمة بالغير. تلك المفاهيم هى تضييق المعانى الاسمية ، وبهذا اصبحت معانى الحروف مغايرة للمعانى الاسمية. لان المعانى الاسمية مستقلة فى عالم الادراك لا تحتاج إلى شىء تقوم به بخلافها الهيئات الناقصة ، كهيئة الاضافة ، فانها ايضا تدل على التضييق. فاذا قلنا : (دار زيد) أو (غلام عمرو) فان الدار لها معنى واسع ينقسم الى أحوال كثيرة (فتارة) يختص بزيد (وأخرى) بعمرو (وثالثة) بالامير ، وما شاكل ذلك. كما ان الغلام كذلك فى المثال الثانى ، وقد صور لنا الحصة الخاصة نفس الاضافة دون ان يتوسط بينها حرف من الحروف.
(تنبيه)
لقد قسموا الحروف إلى قسمين : قسم يدخل على الجملة الناقصة بحيث لا يكتفى به فى مقام الافادة مثل فى وعن ، وهذا القسم هو الذى وضع لتضييق المفاهيم الاسمية.
وقسم يكون مدخولها تام النسبة والافادة. مثل ادوات الاستفهام ، والنداء ، والتمنى ، والترجى ، وهى تلازم الدخول على الجمل التامة. ومفاد هذه الحروف مفاد الجمل الانشائية تدل بحسب وضعها على امر نفسانى قائم فى ضمير المتكلم. فكلمة (ليت) إذا قيل : (ليت لى قنطارا من الذهب) تبرز ما فى نفس المتكلم من التمنى المخصوص المتعلق بالذهب مثلا ، وهكذا الاستفهام فانه يبرز ما فى نفس المتكلم من طلب الفهم الخاص لا المطلق. وهذا امر يعود الى التزام الشخص على نفسه بانه متى ما جاء