على الحقيقة ، كما ان عكسهما لا يكون علامة على المجاز.
* * *
الاطراد :
وقد ادعى ان من علائم الحقيقة الاطراد ، كما ان عدمه علامة المجاز.
(فان ارادوا) ـ بالاطراد ـ تكرر الاستعمال ، وتكثره فى المعنى فيستكشف منه الحقيقة فهو لا وجه له. لان كثرة الاستعمال تتبع الاستعمال الاولى ، فمتى صح الاستعمال فى المرة الاولى. فيصح فى الباقى بلا استثناء ، ومتى لم يصح فى الاولى لم يصح فى غيره. فان كان المدار هو صحة الاستعمال الاولى فالصحة كما تحصل بالوضع والجعل ، كذلك تتأتى بعلاقة مجازية ، وعليه فكثرة الاستعمال لا تكون امارة على الحقيقة ، بل تتبع صحة الاستعمال الاول ، وهى اعم.
(وإن ارادوا به) ـ معنى آخر. وهو صدق المعنى على تمام الافراد ، وعدم صدقه. وتوضيحه : كما ذهب اليه بعض مشايخنا المحققين ـ قده ـ من ان لفظة (اسد) مثلا ـ إذا كانت مستعملة فى جميع افراد الشجاع ومنطبقة على كل ما يكون شجاعا من زيد ، والفرس ، وغيرهما ، بلا خصوصية فى بعض دون بعض نستفيد منه ان لفظ الاسد موضوع للجامع بين الافراد ، وهو الشجاع لكونه مطردا فيه. وإن لم تكن كلمة الاسد بما لها من المعنى مستعملة فى جميع الافراد من ناحية الشجاع بل تستعمل فى البعض ، وهو الرجل الشجاع. فيقال : (زيد أسد) دون استعمالها فى البعض الآخر من الافراد ـ مثل النملة الشجاعة ـ فهو غير مطرد فى الاخير. الا بعلاقة تصحح