وربما يشبه بعض الجمل ببعض كما فى المثل المعروف ـ ما لى اراك تقدم رجلا وتؤخر اخرى ـ تشبيها بحالة الشخص المتردد وهو تشبيه امر معقول بامر محسوس. وكيف كان فليس الامر من قبيل المجاز ليكون للمركبات مجاز حتى يستلزم الوضع.
* * *
(علائم الحقيقة)
التبادر
هو انتقال الذهن من اللفظ الى المعنى من دون قرينة ، ولا بد لهذا الانتقال من موجب ، وهو لا يخلو : إما من اقتضاء ذات اللفظ وطبعه ، أو من جهة وضع الواضع وجعله له ، أو من أجل قرينة اقتضت ذلك ، أو من جهة العلم بالوضع. و (الاول) معلوم العدم ـ كما تقدم فى مبحث الوضع ـ فان طبع اللفظ لو اقتضى الانتقال إلى المعنى بلا حاجة الى الوضع للزم على كل شخص أن يعرف جميع لغات العالم ، وهو باطل بالضرورة. و (الثانى) كذلك ، فان مجرد الجعل لو كان سببا فى الانتقال للزم حصول الانتقال الى المعنى لكل شخص بمجرد تحقق الوضع خارجا ، وهو منتف بالضرورة ايضا. و (الثالث) كذلك ، لان الفرض ان لا تكون هناك قرينة ليستند الانتقال اليها ، فلا محالة يتعين (الرابع) وهو ان الانتقال نشأ من العلم بالوضع فيستكشف إنّا ان اللفظ حقيقة في هذا المعنى باعتبار انتقال من هو عالم بالوضع إليه. لان علمه فى هذا الحال موجب للانتقال ، ولهذا قيل : إن التبادر علامة الحقيقة.
(فان قلت) : إذا كان التبادر موقوفا على العلم بالوضع ، والمفروض