بينهما ، وذلك فى مثل واجب الوجود ، فيقال : الله عالم بكذا ، او قادر على كذا ، او مريد لكذا ... الخ وبناء على ان الحروف تفيد الربط بين العرض والجوهر فقد استعملت الباء واخواتها للدلالة على هذا المعنى. مع ان صفاته تعالى عين ذاته ، وذاته غير قابلة لطرو هذه الامور عليها ، فانها ليست محلا للعوارض والحوادث.
مع اننا بالوجدان نشاهد استعمال الحرف فى مثل هذه الموارد كاستعماله عند ما يقال : زيد عالم بكذا ـ من دون فارق بينهما ـ بل ربما تستعمل الحروف فى الامور العدمية والاعتبارية. فيقال : اجتماع الضدين فى نفسه ممتنع ، والامكان فى نفسه مغاير للامتناع. ولا ريب انه لا نسبة بين اجتماع الضدين ونفسه ، وكذلك بين الامكان ونفسه ، ليعبر عنها بالوجود الرابط إذا فما هى النسبة التى يحكى عنها الحرف؟.
(القول الخامس) ـ ذكره المحقق العراقى ـ قده ـ : ان الحروف لم تكن موضوعة لافادة النسب الخاصة ، ولا للربط بين العرض والمعروض ـ فان الهيئة هى التى تفيد هذا المعنى ـ بل الحروف موضوعة للاعراض النسبية. بيان ذلك : ان الاعراض على قسمين :
(قسم) ما يكون فى مقام وجوده الخارجى محتاجا الى موضوع واحد يقوم به خاصة ، وهذا كمقولة الكيف والكم.
(وقسم) ما يكون فى مقام وجوده الخارجى محتاجا الى موضوعين يتقوم وجوده بهما ـ وهو كمقولة الاين والمتى والاضافة وما شاكلها ـ ويسمى بالعرض النسبى. والحروف موضوعة للقسم الثانى ، فاننا لو قلنا : (زيد فى الدار) فان (زيدا) جوهر له مفهوم اسمى مستقل فى عالم الادراك لا يستفاد منه إلا واقعه ، كما ان (الدار) مفهوم اسمى لا يستفاد منها إلا