الشرط المتأخر
وتنقسم المقدمة ثانيا : الى المقدمة المتقدمة ، والمقارنة ، والمتأخرة.
وقد اشكل على المقدمة المتأخرة ، بان المقدمة من اجزاء العلة وشأن كل علة ان تقدم على معلولها رتبة ، وتقارنه زمانا ، ومعه كيف صارت المقدمة متأخرة عن المعلول زمانا.
وربما يقال : بان الشروط ليس هو ذات الوجود الخارجى ليستحيل تأخره عن المشروط وانما الشرط هو الوجود المتأخر بوصف تأخره ، فالعلة لم تتأخر عن المعلول بل المتأخر بوصف تأخره يكون علة.
و ـ الجواب عنه ـ ان لازم هذا ان يكون المعدوم بوصف انه معدوم مؤثرا فى الوجود اذ المفروض ان الشرط من اجزاء العلة المؤثرة فى وجود المعلول ، فكيف يعقل وجود المعلول ، والعلة التامة بعد غيره موجودة ، فهذا الكلام ساقط جدا.
وقد سرّى الاشكال صاحب الكفاية (قده) الى المقدمة المتقدمة ، باعتبار ان الشرط من اجزاء العلة ولا بد من مقارنتها مع المعلول زمانا ، فكما يستحيل تأخر الشرط عن مشروطه يستحيل تقدمه عليه اذا كان الشرط منصرما ومنعدما حين وجود المشروط ، فالاشكال الجارى فى تاخر الشرط جار فى الشرط المتقدم ايضا.
وغير خفى : ان ما جاء به صاحب الكفاية (قده) من سراية الاشكال الى الشرط المتقدم غير تام ، وذلك لان التقدم الزمانى للشرائط التى هى