فهل القطع الإجمالي كذلك (١)؟
فيه إشكال (٢) ، لا يبعد أن يقال : إن التكليف حيث لم ينكشف به تمام الانكشاف ، وكانت مرتبة الحكم الظاهري معه محفوظة ، جاز الإذن من الشارع
______________________________________________________
وعدم جواز العمل بالاحتياط ووجوب الرجوع إلى الاجتهاد أو التقليد على القول بعدم اعتباره في المقامين.
(١) يعني : علّة تامة لتنجز التكليف كالعلم التفصيلي.
(٢) هذا إشارة إلى المقام الأول. وقد وقع الكلام بين الأعلام ، وهناك أقول متعددة :
منها : أنه علة تامة لتنجز التكليف كالعلم التفصيلي ، بلا فرق بين حرمة المخالفة ووجوب الموافقة.
ومنها : أنه علة تامة لحرمة المخالفة القطعية فقط ، وليس علة ولا مقتضيا لوجوب الموافقة القطعية.
ومنها : أنه كالشك البدوي فتجري في أطرافه أصالة البراءة ، كما يجري في الشبهة البدوية ، كما يظهر من العلامة المجلسي «قدسسره».
ومنها : أنه علة تامة لحرمة المخالفة القطعية ووجوب الموافقة الاحتمالية.
ومنها : أنه يجب التخلص عن المشتبه بالقرعة كما نسب إلى السيد ابن طاوس ، مستدلا بعموم «القرعة لكل أمر مشكل».
ومنها : ما اختاره المصنف بقوله : «لا يبعد أن يقال ...» الخ ، من أن العلم الإجمالي مقتض بالنسبة إلى كل من وجوب الموافقة وحرمة المخالفة القطعيتين ، فلا ينافي الإذن في مخالفتهما ظاهرا. وتوضيح ما أفاده المصنف في وجهه يتوقف على أمور من باب المقدمة :
الأمر الأول : أن العلم لا يكون منجزا إلا إذا تعلق بحكم فعلي تام الفعلية من جميع الجهات.
الأمر الثاني : أن الجمع بين الأحكام الواقعية والظاهرية إنما هو بالالتزام بأن الحكم الواقعي فعلي ؛ لكن لا من جميع الجهات الذي عبر عنه : بأنه لو علم به لصار فعليا وتنجز ، فيكون حينئذ كل من الأصل والأمارة مانعا عن فعلية الحكم الواقعي فيما إذا كان على خلاف الواقع. فإذا لم تقم الأمارة على الخلاف فقد ارتفع المانع فتتحقق الفعلية.
وكيف كان ؛ فمع وجود الأصل أو الأمارة على خلاف الواقع لا يكون الواقع فعليا