كيف؟ وقد عرفت أن سيرتهم مستمرة على العمل به في قبال العمومات الكتابية ، والأخبار الدالّة على أن الأخبار المخالفة للقرآن يجب طرحها أو ضربها على الجدار ، أو أنها زخرف ، أو أنها مما لم يقل به الإمام عليهالسلام ، وإن كانت كثيرة جدا ، وصريحة الدلالة على طرح المخالف ، إلّا أنه لا محيص عن أن يكون المراد من المخالفة في هذه الأخبار غير مخالفة العموم ، إن لم نقل بأنها ليست من المخالفة عرفا ، كيف؟ وصدور الأخبار المخالفة للكتاب بهذه المخالفة منهم عليهمالسلام كثيرة جدا ، مع قوة احتمال أن يكون المراد أنهم لا يقولون بغير ما هو قول الله تبارك وتعالى واقعا ـ وإن كان هو على خلافه ظاهرا ـ شرحا لمرامه تعالى وبيانا لمراده من كلامه ، فافهم.
______________________________________________________
منه بما إذا كان مدلوله مباينا للكتاب مطلقا أو في مورد الاجتماع.
ويمكن أن يراد من تلك الأخبار هو انّ قولهم : لا يكون بخلاف قول الله واقعا وإن كان على خلاف ظاهر الكتاب فهو شارح ومبين لمراده سبحانه وتعالى من كلامه.
أقول : ما ذكره قدسسره من سيرة أصحاب الأئمة والمتشرعة على العمل بالخصوصات المنقولة بطريق الثقاة في مقابل العمومات صحيح ، إلّا أنّ الاستدلال على ذلك بأنّه لو لا العمل بخبر الواحد الخاص لما كان خبر الواحد معتبرا إلّا في موارد نادرة لا يمكن المساعدة عليه ، فإنّ الأخبار الواردة في اجزاء العبادات وشرائطها وموانعها مما ليس في مقابلها عموم أو إطلاق من الكتاب كثيرة ، حيث إنّ الخطابات الواردة في الكتاب في العبادات جلّها مجملة أو لا إطلاق فيها فضلا عن العموم لأنّها ليست في مقام بيان أجزائها وشرائطها وموانعها غالبا ، وإنّما تكون في مقام التشريع والتكليف بها ، ولذا يكون المرجع عند فقد الدليل على جزئية شيء أو شرطيته أو مانعيته لها ، الأصل العملي ، لا التمسك بتلك الخطابات بل يمكن دعوى