وقال صلىاللهعليهوآله : «سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلاّ بالقتل والتجبّر ، ولا الغنى إلاّ بالغصب والبُخل ، ولا المحبّة إلاّ باستخراج الدين واتّباع الهوى ، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وصبر على البَغضة وهو يقدر على المحبّة ، وصبر على الذّلّ وهو يقدر على العزّ ، أتاه اللّه ثواب خمسين صدّيقاً ممّن يصدّق بي» (١) .
وروى الترمذي في صحيحه عن أنس ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم كالقابض على جمرة» (٢) .
وروى الغزالي ـ من أكابر علمائهم ـ عن بعض الصحابة أنّه قال : ما كنا نعدّ إيمان الرجل إيماناً إذا لم يصبر على الأذى ، وأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قسـم قسمة ، فقال بعضهم : هـذه قسمة ما اُريد بها وجـه اللّه ، فاُخبـر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فاحمرّت وجنتاه ، ثمّ قال : «رحم اللّه أخي موسى عليهالسلام قد اُوذي بأكثر من هذا فصبر» (٣) .
وهذا الخبر الأخير ممّا رواه البخاري في صحيحه أيضاً ، وفيه : أنّ القائل كان رجلاً من الأنصار (٤) .
وروى هو وغيره عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «انتظار الفرج بالصبر عبادة» (٥) .
__________________
(١) الكافي ٢ : ٧٤ / ١٢ (باب الصبر) ، مشكاة الأنوار ١: ٤٢ / ٥٤، بحار الأنوار ٧١ : ٧٥ / ٩ .
(٢) سنن الترمذي ٤ : ٥٢٦ / ٢٢٦٠ بتفاوت يسير .
(٣) إحياء علوم الدين ٤ : ٧١ .
(٤) صحيح البخاري ٨ : ٣١ .
(٥) إحياء علوم الدين ٤ : ٧٢ ، الدعوات للراوندي : ٤١ / ١٠١ ، مسند الشهاب ١ : ٦٢ / ٤٦ ، و٦٣ / ٤٧.