قال الجارود : ثمّ قلت : يا رسول [اللّه] ، أنبئني أنبأك اللّه بخير عن هذه الأسماء التي لم نشهدها وأشهدها قسّ ؟ (١) .
فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «يا جارود ، ليلة اُسري بي إلى السماء أوحى اللّه عزوجل إليّ أن : سل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ فقلت لهم : على ما بعثتم ؟ فقالوا : بنبوّتك وولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة منكما ، ثمّ أوحى اللّه إليّ أن : التفت عن يمين العرش ، فالتفتّ فإذاً عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والمهدي في ضحضاح (٢) من نور يصلّون ، فقال لي الربّ تعالى : هؤلاء الحجج أوليائي ، وهذا المنتقم من أعدائي» .
فقال لي سلمان : هؤلاء المذكورون في التوراة والإنجيل والزبور (٣) ، الخبر .
ولنوضّح بعض كلماته : القِس ، والقسّيس : كبير النصارى وعالمهم ، ولا ينافيه تسمية الرجل به .
ويقال : توكّف الخبر إذا انتظر وكفه ، أي : وقوعه .
والنجاد كـ : «كتاب» : حمائل السيف .
__________________
(١) في المصادر : واُشهدنا قس ذكرها .
(٢) أصل الضحضاح بمعنى الماء ، وكأنّه استعير لكل ما يشمل الشيء ويغمسه من كلّ جهة كالنور والنار والظلمة . وفي لسان العرب : ضحضاح بمعنى : كثير في لغة هذيل ، لسان العرب ٢ : ٥٢٥ ، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٣ : ٧٥ ، الصحاح للجوهري ١ : ٣٨٥ .
(٣) كنز الفوائد ٢ : ١٣٦ ، مقتضب الأثر : ٣٢ ، الأربعين للمجلسي : ٢٣٩ ، بحار الأنوار ١٨ : ٢٩٣ / ٣، المناقب لابن شهر آشوب ١ : ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، وفيه عن الكلبي بتفاوت .