نقض اليقين إلى الشك؟.
والتحقيق أن الشك ينقض اليقين تكويناإذا تعلق بنفس ما تعلق به اليقين ، وأماإذا تغاير المتعلقان فلا تنافى بين اليقين والشك ليكون الشك ناقضا وهادما لليقين.
وعلى هذا الاساس نعرف أن الشك فى قاعدة اليقين ناقض تكوينى لليقين المفترض فيها لوحدة متعلقيهما ذاتا وزمانا ، وأن الشك فى مورد الاستصحاب ليس ناقضا تكوينيا لليقين المفترض فيه ، لان أحدهما متعلق بالحدوث ، والاخر متعلق بالبقاء ، ولهذا يجتمعان فى وقت واحد.
ولكن مع هذا قد يسند النقض إلى هذا الشك ، فيقال إنه ناقض لليقين باعمال عناية عرفية وهى أن تلغى ملاحظة الزمان ، فلا نقطع الشىءإلى حدوث وبقاء ، بل نلحظه بما هو أمر واحد ، ففى هذه الملاحظة يرى الشك واليقين واردين على مصب واحد ، ومتعلق فارد ، فيصح بهذا الاعتبار إسناد النقض إلى الشك ، فكأن الشك نقض اليقين ، وبهذا الاعتبار يرى أيضا أن اليقين والشك غير مجتمعين ، كما هو الحال فى كل منقوض مع ناقضه ، وعلى هذا الاساس جرى التعبير فى الرواية فأسند النقض إلى الشك ونهى عن جعله ناقضا.
النقطة الثانية : فى تحديد عناصر الجملة المذكورة الواردة فى كلام الامام (ع) فانها جملة شرطية ، والشرط فيها هو أن لا يستيقن أنه قد نام ، وأما الجزاء ففيه ثلاثة احتمالات :
الاول : أن يكون محذوفا ومقدرا وتقديره ( فلا يجب الوضوء ) ، ويكون قوله : ( فانه على يقين ... إلخ ) تعليلا للجزاء المحذوف. وقد