الفصل الرّابع
النص عليه بالإمامة
كل واحد من أئمة أهل البيت عليهمالسلام إنما صار إماماً بعهد من الإمام الذي سبقه ، فضلاً عن النصوص الجامعة الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بأسمائهم عليهمالسلام ، وخصال الكمال التي اجتمعت في نفوسهم ، وسبقم في العلم والمعرفة.
قال الشيخ المفيد : « وكان الإمام بعد أبي عبد الله عليهالسلام ابنه أبا الحسن موسى ابن جعفر العبد الصالح عليهالسلام ، لاجتماع خلال الفضل فيه والكمال ، ولنص أبيه بالإمامة عليه وإشارته بها إليه.
وكان عليهالسلام أجلّ ولد أبي عبد الله عليهالسلام قدراً ، وأعظمهم محلاً ، وأبعدهم في الناس صيتاً ، ولم ير في زمانه أسخى منه ، ولا أكرم نفساً وعشرة ، وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم ، وأجلهم وأفقههم ، واجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته ، والتعظيم لحقه ، والتسليم لأمره. ورووا عن أبيه عليهالسلام نصوصاً كثيرة عليه بالإمامة ، وإشارات إليه بالخلافة ، وأخذوا عنه معالم دينهم ، ورووا عنه من الآيات والمعجزات ما يقطع بها على حجية وصواب القول بإمامته » (١).
وفيما يلي نذكر أهم الأدلة الواردة في إمامته عليهالسلام وكما يلي :
__________________
(١) الارشاد ٢ : ٢١٤.