يديه. ثم قال عليهالسلام :
نواصل من لا يستحق وصالنا |
|
مخافة أن نبقى بغير صديق » (١) |
عرف الإمام الكاظم عليهالسلام بأنه واسع العطاء ، عظيم الفضل ، كثير البذل والإحسان إلى الناس ورعاية اُمورهم ، وهي خصال بارزة في سيرته وسيرة آبائه المعصومين ، ووصف عليهالسلام بأنه أسخى أهل زمانه كفاً ، وأكرمهم نفساً ، وأسمحهم يداً ، وأوصل الناس لأهله ورحمه ، ومن أكابر العلماء الأسخياء.
وكان له عليهالسلام دور بارز في تحمّل الديون عن ذوي الفاقة ورعاية الفقراء والإنفاق والبذل لسدّ حاجاتهم ورفع خصاصتهم ، ومن صفات معروفه إلى الناس أنه كان يبذل بداعي التقرب إلى الله تعالى ، فلا يطلب شهرة ولا يبتغي من أحد جزاءً ولا شكوراً ، وكان في صدقاته وبرّه يتوخّى الكتمان لئلاّ تبدو على الفقير ذلة الحاجة ، ملتمساً بذلك وجه الله ورضاه.
وقد اشتهر في الناس أنه كان يتفقّد فقراء المدينة والأيتام والأرامل وسائر ذوي الحاجة ، فيخرج في الليل ويحمل إليهم في كمّه صرراً من الدراهم والدنانير ، كما يحمل النفقات والهبات من العين والورق والأدقة والتمور ، وكانوا لا يعلمون من أي جهة هي.
وذكر جماعة من أهل العلم أنه يصل بالمائتي دينار إلى الثلاثمائة والأربعمائة ، وكان مثل صرر موسى بن جعفر عليهماالسلام إذا جاءت الإنسان الصرّة فقد استغنى. وكان أهله يقولون : عجباً لمن جاءته صرّة موسى فشكا
__________________
(١) تحف العقول : ٤١٣.