وإن زكت ، ولا أراها منجيةً لي وإن صلحت إلاّ بولايته والائتمام به والإقرار بفضائله... اللهمّ وأقرُّ بأوصيائه من أبنائه أئمةً وحججا وأدّلةً وسُرجاً ، وأعلاماً ومناراً ، وسادة وأبرار... اللهمّ فادعني يوم حشري وحين نشري بإمامتهم ، واحشرني في زمرتهم ، واكتبني في أصحابهم ، واجعلني من اخوانهم ، وانقذني بهم يا مولاي من حرِّ النيران... » (١).
في باب التوحيد لم يدع الإمام عليهالسلام مناسبة دون أن يعلم أصحابه التوحيد الخالص بكلمات منتزعة من ألفاظ الكتاب الكريم وسنة المصطفى صلىاللهعليهوآله ، ويحذرهم من رواسب الشرك ومقولات أهل البدع والأوهام الباطلة المستندة إلى تقديرات العقول ، ومن ذلك ما رواه محمد بن أبي عمير ، قال : « دخلت على سيدي موسى بن جعفر عليهماالسلام فقلت له : يا بن رسول الله ، علمني التوحيد. فقال عليهالسلام : يا أبا أحمد ، لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تعالى ذكره في كتابه فتهلك ، واعلم أن الله تعالى واحد أحد صمد ، لم يلد فيورث ، ولم يولد فيشارك ، ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولا شريكاً ، وأنه الحي الذي لا يموت ، والقادر الذي لا يعجز ، والقاهر الذي لا يغلب ، والحليم الذي لا يعجل ، والدائم الذي لا يبيد ، والباقي الذي لا يفنى ، والثابت الذي لا يزول ، والغني الذي لا يفتقر ، والعزيز الذي لا يذل ، والعالم الذي لا يجهل ، والعدل الذي لا يجور ، والجواد الذي لا يبخل ، وأنه لا تقدره العقول ، ولا تقع عليه الأوهام ، ولا تحيط به الأفكار ، ولا يحويه مكان ، ولا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار ، وهو اللطيف الخبير ، وليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، ( مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا
__________________
(١) مهج الدعوات : ٢٣٣.