حديث عيسى شلّقان الذي جاء يسأل الإمام الصادق عليهالسلام عن حال أحد الرجال ، وهو أبو الخطاب ، فقال له : « ما يمنعك أن تلقى ابني فتسأله عن جميع ما تريد ؟ فذهب إليه وهو قاعد في الكتّاب وعلى شفتيه أثر مداد ، فقال له : يا عيسى ، إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلن يتحولوا إلى غيرها عنها أبداً ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلن يتحولوا عنها أبداً ، وأعار قوماً الإيمان زماناً ثم سلبهم إياه ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان ثم سلبه الله إياه.
فقال له الإمام الصادق عليهالسلام : يا عيسى ، إن ابني الذي رأيته لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم. قال عيسى : ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتّاب ، فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذا الأمر » (١).
وحديث محمد بن مسلم ، قال : « دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليهالسلام فقال له : رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم ، وفيه ما فيه ! فقال أبو عبد الله عليهالسلام : ادعوا لي موسى ، فدعي ، فقال له : يا بني ، إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت تصلّي والناس يمرون بين يديك ، فلم تنهَهم ؟ فقال عليهالسلام : نعم يا أبت ، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إليّ منهم ، يقول الله عزّ وجلّ : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (٢). قال : فضمّه أبو عبد الله عليهالسلام إلى نفسه ، ثم قال : بأبي أنت وأمي ، يا مودع الأسرار » (٣).
اتفق الناس على أن الإمام الكاظم عليهالسلام كان أعبد أهل زمانه ، ولقب بالعبد
__________________
(١) قرب الاسناد : ١٤٣ ، دلائل الإمامة : ١٦١ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٥٣ / ٥.
(٢) سورة ق : ٥٠ / ١٦.
(٣) الكافي ٣ : ٢٩٧ / ٤ ، الاختصاص : ١٨٥.