السندي بن شاهك يوم الجمعة لست بقين من رجب (١) ، وقيل : لست خلون من رجب سنة ( ١٨٣ ه ) ، وله من العمر نحو خمس وخمسين سنة (٢) ، ودُفن بمدينة السلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش ، وهي مدينة الكاظمية حالياً.
امتازت الدولة العباسية في عصرها الأوّل ( ١٣٢ ـ ٢٣٣ ه ) بقوّة أداء السلطة المركزية وعلوّ هيبتها وسطوة أجهزتها وتماسك ثغورها وشموخ عمرانها ، ونلاحظ ازدياد نفوذ البرامكة وبعض الجواري وتدخلهم في إدارة الملك ، ومن جانب آخر أثقلت الدولة كاهل المواطن بالضرائب التي كانت تُجبى بالقوة وباستخدام شتى وسائل القمع والإرهاب ، مع انصراف رجال البلاط إلى الاستحواذ على معظم الأموال العامة وإنفاقها في وسائل اللهو والترف والبذخ بينما تعيش الأكثرية الساحقة من الناس على الكفاف وينهكها الجوع والفقر ، وتفتك بها الأمراض والأوبئة ، ولا يختلف رجال الدولة عن النهج العباسي القاضي بمراقبة أصحاب الأئمة وتقييد حركتهم ، وقمع الثائرين من العلويين بالعنف والبطش إلى حد الوحشية في التعذيب والقتل وإزهاق الأرواح ، وشهدت هذه المدة تقريب رجال السلطة للشعراء ، والإنفاق عليهم سيما النواصب الذين يكنون العداء لأهل البيت عليهمالسلام.
وكان لما تقدم تداعيات وخيمة ، أبرزها : تردي مجمل الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وارتفاع وتيرة الثورات الداخلية ، ونشوء الدول كدولة الأدارسة ، وتنامي الحركات المتطرفة ، وقد عالجت الدولة كل
__________________
(١) وقيل : لخمس بقين من رجب ، تاريخ بغداد ١٣ : ٢٧ ـ ٣٢ ، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم / ابن الجوزي ٩ : ٨٨.
(٢) الإرشاد / الشيخ المفيد ٢ : ٢١٥ ، سير أعلام النبلاء / الذهبي ٦ : ٢٧٤.