الفصل الخامس
مكارم أخلاقه عليهالسلام
إن كل واحد من أئمة الهدى من آل البيت عليهمالسلام هو نسخة ناطقة بمكارم أخلاق جدهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، واختصار لشخصيته بجميع عناصرها الأخلاقية والروحية والإنسانية ، قال أبو عبد الله الصادق عليهالسلام في وصف ولده أبي الحسن موسى عليهالسلام كلمة اختصر فيها هذه الحقيقة : « إنه نبعة نبوة » (١).
وهكذا كان الإمام الكاظم عليهالسلام يتحلى كسائر آبائه الطاهرين بصفات الكمال ومعالي الأخلاق التي ميزت شخصيته العظيمة عن سائر من عاصره ، فلم ير مثله في غزارة العلم والحكمة والبلاغة والعبادة والانقطاع إلى الله ، وضرب أروع الأمثله في الكرم والحلم والزهد والتقوى وحسن السيرة.
قال أبو عبد الله الصادق عليهالسلام : « هؤلاء ولدي ، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى ابنه موسى الكاظم ـ ففيه العلم والحكمة والفهم والسخاء والمعرفة فيما يحتاج إليه الناس فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ » (٢).
كان الإمام الكاظم عليهالسلام يتحرك في المجتمع ضمن مجموعة من القيم يتصف بها ويوصي بها ويدافع عنها ، تلك هي قيم النبوة ومُثل الإسلام التي أبعدها
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤١٨ / ٣.
(٢) الكافي ١ : ٣١٣ / ١٤ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٣ / ٩.