وقال عليهالسلام فيهما : رحم الله ابني هند ، إنهما إن كانا لصابرين كريمين ، والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس » (١).
عبد الله الأشتر ابن محمد النفس الزكية ، ثائر من شجعان الطالبيين ، خرج بالمدينة مع أبيه ، وأخرجه عبد الله بن محمد بن مسعدة المعلم بعد قتل أبيه إلى الهند ومعه أربعون رجلاً من الزيدية ، إذ اشترى خيلاً وأظهر أنه يريد المتاجرة بها ، وركب البحر حتى بلغ السند واتصل بأحد ملوكها غير المسلمين بتوصية من أحد أصحابه ، فلقي منه إكراماً كثيراً ، وأقام أربع سنوات أسلم فيها على يديه عدد كبير ، وتسللت إليه الزيدية حتى صار إليه منهم أربعمائة إنسان ، فكان يركب فيهم فيصيد ويتنزه في هيئة الملوك وآلاتهم ، ووصل خبره إلى المنصور ، فولى على السند هشام بن عمرو بن بسطام التغلبي ، وأمره بأن يكاتب الملك الذي عنده الأشتر لتسليمه إليه وإلاّ حاربه ، وهنا تختلف الروايات ، فقيل ان الأشتر خرج من السند إلى خراسان ، وكان على اتصال بواليها فقاتله هشام التغلبي ، وقتل من الفريقين زهاء ثلاثة آلاف رجل ، وكان بينهما قدر خمسين وقعة في نحو سنة ، وقتل الأشتر في الحرب سنة ( ١٥١ ه ) وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة (٢) ، وكان يقاتل فارساً وراجلاً (٣).
هو الحسين بن علي بن الحسن المثلث ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٦٩ ـ ١٧٣ و ٢١٠ ـ ٢٣٠ و ٢٣٥ ـ ٢٤٤ و ٢٤٧ ـ ٢٥٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٧.
(٢) وقيل غير ذلك في مقتله.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٠٧ ـ ٢٠٩ ، الأعلام / خير الدين الزركلي ٤ : ١١٦.
(٤) فخ : بئر في ضواحي مكة بينه وبينها نحو فرسخ.