الله عزوجل خلق الجن والإنس ليعبدوه ، ولم يخلقهم ليعصوه ، وذلك قوله عزوجل : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (١) ، فيسّر كلاًّ لما خلق له ، فالويل لمن استحبّ العمى على الهدى » (٢).
وسأل أبو أحمد الخراساني الإمام الكاظم عليهالسلام : « الكفر أقدم أم الشرك ؟ فقال عليهالسلام له : ما لك ولهذا ، ما عهدي بك تكلّم الناس ! قال : أمرني هشام بن الحكم أن أسألك. فقال : قل له الكفر أقدم ، أول من كفر إبليس ( أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) (٣) والكفر شيء واحد ، والشرك يثبت واحد ويشرك معه غيره » (٤).
للإمام موسى الكاظم عليهالسلام مناظرات وأقوال ووصايا تعرض فيها لمسألة الإمامة باعتبارها من أكثر القضايا التي شغلت حيزاً واسعاً من جهود العلماء وكثر الرأي فيها ، وللإمام الكاظم عليهالسلام ومن قبله آباؤه الميامين عليهمالسلام كلمتهم في هذا الإطار ، وهي أن الإمامة منصب إلهي ، والإمام يشترك مع النبي باعتبارهما حجة ظاهرة على الناس ، ويفترق عنه بالوحي فهو لا يُوحى إليه ، وأن الأرض لا تخلو من حجة منذ خلق الله تعالى آدم ، وأن الأئمة من آل البيت هم ورثة النبي صلىاللهعليهوآله وأولاده وأفضل من خلّف بعده في أُمته ، وأنهم أولي الأمر الذين فرض الله طاعتهم على خلقه باعتبارهم قادة الرسالة المعصومين ، وأن ولاء
__________________
(١) سورة الذاريات : ٥١ / ٥٦.
(٢) التوحيد : ٣٥٦ / ٣.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٣٤.
(٤) تحف العقول : ٤١٢.