السغد ، وملك طخارستان ، وملك باميان ، وملك فرغانة ، وملك أسروشنة ، وملك سجستان ، وملك الترك ، وملك التبت ، وملك السند ، وملك الصين ، وملك الهند وغيرهم (١).
ومن مظاهر ذلك أن الرأس الحاكم ( الخليفة ) يستطيع أن يعزل من يشاء من العمال والولاة ويولي غيرهم ، دون أن يترتب عليه انفصال الوالي وتغلبه على ولايته وجباية خراجها ، كما نشهده في العصور اللاحقة.
غير أن قوة الدولة كانت مشفوعة بظلم فظيع عبّر عنه مؤسس الدولة وداعيتها أبو مسلم الخراساني في موضع يتجافى فيه المرء عن الكذب ، نقل عن ربيع الأبرار للزمخشري قال : كان أبو مسلم يقول بعرفات : اللهمّ إني تائب إليك مما لا أظنك تغفر لي ! فقيل له : أفيعظم على الله تعالى غفران ؟! فقال : إني نسجت ثوب ظلم ما دامت الدولة لبني العباس ، فكم من صارخة تلعنني عند تفاقم الظلم ، فكيف يغفر لمن هذا الخلق خصماؤه ؟ (٢).
إنّ النهضة العمرانية تتبع قوّة السلطة المركزية واستقرارها ، غير أنها كانت على حساب حاجة الأكثرية الساحقة من أبناء المجتمع التي كانت تعاني تحت وطأة الضرائب ، مع وجود الأقلية المستأثرة بالمال العام من حواشي السلطان وأطرافه ممن انشغلوا ببناء القصور الفارهة التي لا تعود إلى الصالح العام.
ولعل أهم مظاهر العمران في هذا العصر هو بناء مدينة بغداد وسورها ، إذ أمر المنصور بتخطيطها سنة ( ١٤٥ ه ) وجعلها دار ملكه بدلاً من الهاشمية التي بناها السفاح ، وبناء الرافقة بالرقة سنة ( ١٥٥ ه ) على منوال بناء بغداد ، وبناء
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩٧.
(٢) الكنى والألقاب / الشيخ عباس القمي ١ : ١٥٧.