نفس السياق نجد عدّة كتب ورسائل ومسائل رويت عنه في مجال الأحكام والشرائع ، لا يزال بعضها ماثلاً إلى اليوم ، هذا فضلاً عن سعة الرواية عنه في كافة أبواب الفقه ، فقد روى عنه العلماء في فنون العلم من علم الدين وغيره ما ملأ بطون الدفاتر ، وألّفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة المروية عنه بالأسانيد المتصلة ، وكان يُعرف بين الرواة بالعالم. ويمكن أن نطلع على دور الإمام عليهالسلام في تبليغ أحكام الشريعة مما يلي :
عاش الإمام الكاظم عليهالسلام في مرحلة ظهر فيها اتجاه القياس والرأي والاستحسان بقوة في خط الاجتهاد ، والقياس هو إسراء الحكم من موضوع إلى موضوع آخر للظن بأن أساس الحكم هنا هو أساس الحكم هناك ، وقد بدأ القياس كقاعدة من قواعد الاستنباط في عصر الإمام الصادق عليهالسلام من قبل المذهب الحنفي ، ووقف الإمام الصادق عليهالسلام ومن بعده الإمام الكاظم عليهالسلام ضد هذه القاعدة الاجتهادية ، لأن القياس وكذلك الرأي والاستحسان إنما هي تعويل على العقل ، ودين الله سبحانه لا يُصاب بالعقول ، كما أنه لا توجد واقعة إلاّ ويمكن إدراجها تحت الأحكام الكلية المستنبطة من الكتاب والسنة ، روى سماعة بن مهران ، عن أبي الحسن الأول عليهالسلام ، قال : « قلت : أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه ، أم تقولون فيه برأيكم ؟ فقال : بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه » (١).
وعنه ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام ، قال : « قلت : أصلحك الله ، إنا نجتمع
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٣٢١ / ١.