إسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة » (١).
وعن كليب الصيداوي ، قال : « قال لي أبو الحسن عليهالسلام : إذا وعدتم الصبيان ففُوا لهم ، فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم ، إن الله عزّ وجلّ ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان » (٢).
كان عليهالسلام قليل التعاطي للشعر مع قدرته عليه ، فقد كان يجيز (٣) الشعر منذ أن كان صبياً ، يدل على ذلك ما روى عنه عليهالسلام ، قال : « دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي قال : فأجلسني أبي بين يديه وقال : يا بني اكتب : تنحّ عن القبيح ولا ترده. ثم قال : أجزه. فقلت : ومن أوليته حسناً فزده. ثم قال : ستلقى من عدوك كل كيد. فقلت : إذا كاد العدو فلا تكده. قال : فقال : ذرية بعضها من بعض » (٤).
ومما ورد من الشعر منسوباً إليه ، ما جاء في حديث شقيق بن إبراهيم البلخي الأزدي ، أنه خرج حاجاً في سنة ( ١٤٩ ه ) ، ورأى الإمام أبا الحسن عليهالسلام وكان قائماً على بئر وبيده ركوة يريد أن يستقي ماءً ، فسقطت الركوة من يده في البئر ، فرمق السماء وأنشأ يقول :
أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء |
|
وقوتي إذا أردت الطعاما (٥) |
وعن موسى بن بكر ، قال : ما أحصي ما سمعت أبا الحسن موسى عليهالسلام ينشد :
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٠٢ ، روضة الواعظين : ٣١٠.
(٢) الكافي ٦ : ٥٠ / ٨ ، أمالي الصدوق : ٥٢٦ / ٧١٢ ، من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٨٧ / ٨٦٣.
(٣) الإجازة : أن تتم مصراع بيت الشعر الذي يقوله غيرك.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٣.
(٥) كشف الغمة ٣ : ٣ ، نور الأبصار : ١٤٩ ، تذكرة الخواص : ٣٤٨.