العباسي ومعه حميد بن قحطبة الطائي ، فسارا إليه بأربعة آلاف فارس ، فقاتله محمد وأصحابه الثلاثمائة على أبواب المدينة ، وثبت لهم ثباتاً عجيباً ، وكان محمد فارساً شجاعاً ضخماً ، يشبهونه في قتاله بالحمزة عليهالسلام فقتل منهم بيده في احدى الوقائع سبعين فارساً ، ثم تفرّق عنه أكثر أنصاره ، وبقي يقاتل حتى سقط شهيداً بين أحجار الزيت ، فاحتز رأسه حميد بن قحطبة وبعث به إلى المنصور ، ثم وجّه عيسى بن موسى كثير بن الحصين العبدي إلى المدينة فدخلها وتتبع أصحاب محمد فقتلهم وانصرف إلى العراق (١).
ولما بلغ إبراهيم مقتل أخيه محمد تمثل بهذه الأبيات :
أبا المنازل ياخير الفوارس من |
|
يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا |
الله يعلم أني لو خشيتهم |
|
وأوجس القلب من خوف لهم فزعا |
لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم |
|
حتى نموت جميعاً أو نعيش معا |
ثم بكى فقال : اللهم إنك تعلم أن محمداً انما خرج غضباً لك ونفياً لهذه المسوّدة وإيثاراً لحقك ، فارحمه واغفر له واجعل الآخرة خير مردّ له ومنقلب من الدنيا.
ويكنى أبا الحسن ، أحد الثوار الأشراف الشجعان ، كان جارياً على شاكلة أخيه محمد في الدين والعلم والشجاعة والشدّة ، فضلاً عن كونه شاعراً عالماً بأخبار العرب وأيامهم وأشعارهم ، ولد في سنة ( ٩٧ ه ) ومات شهيداً فى ذي الحجة سنة ( ١٤٥ ه ) ، وقيل في ذي القعدة.
كان إبراهيم يدعو إلى أخيه محمد ، فلما قتل محمد دعا إلى نفسه ، فقصد
__________________
(١) مقاتل الطالبيين / أبو الفرج الأصفهاني : ١٤٢ و ١٥٧ و ١٦٧ و ١٦٩ و ١٧٢ ـ ١٧٤ و ١٧٦ و ١٧٨ و ١٨٠ و ١٨٥ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٦٩ و ٣٧٤ و ٣٧٦.