نحيي ما محاه الإسلام. فقال المنصور : إنما نفعل هذا سياسة للجند ، فسألتك بالله العظيم إلاّ جلست » (١).
على أن يوم النيروز الذي دخل في تقاليدنا الإسلامية ، قد جاءت به أحاديث تؤكد كونه من الأيام المباركة ويستحب الغسل والصلاة فيه ، ولا تؤكد كونه عيداً لأنّ أعياد المسلمين معروفة ، وليس هذا منها كما جاء في جوابه عليهالسلام للمنصور ، وقد سكت المنصور عن الرد على الإمام عليهالسلام إلاّ التذرّع بسياسة الجند ، لكون أغلب الجيش وقادته كانوا من الموالي ، وفي هذا المجال يُروى أنه أُهدي إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام فالوذج ، فقال : « ما هذا ؟ قالوا : يوم نيروز. قال عليهالسلام : فنيرزوا إن قدرتم كل يوم. يعني تهادوا وتواصلوا في الله » (٢).
فلم يعطه الإمام عليهالسلام أهمية إلاّ بمقدار اعتباره مناسبة لتوزيع الحلوى والتواصل بين المسلمين ، والمسألة تحتاج إلى مزيد من البحث العلمي الدقيق ، لأن إدخال أي يوم ليكون عيداً في التقاليد الإسلامية ، أمر يحتاج إلى التأكد من خلال المصادر الأصلية ، أما من القرآن أو السنة الشريفة ، أو من أحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، ويبقى الاشكال قائماً لكل من يحتفل به كعيد شرعي إسلامي ، أما الاحتفال به كيوم لمطلع الربيع فهو أمر لا بأس به.
عرضت على الإمام الكاظم عليهالسلام بعض الأحاديث إما بأمر منه عليهالسلام ، أو من السائل لغرض الاستيضاح عن التعارض بين الأحاديث ، وكان موقفه عليهالسلام من الأحاديث المعروضة عليه إما أن يسقط الحديث جملة ، أو يضعّفه ويطعن
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٣.
(٢) دعائم الإسلام / القاضي النعمان المغربي ٢ : ٣٢٦.