معرفة ، وبذكر الموت حاجزاً من الذنوب والمعاصي ».
« العجب كل العجب للمحتمين من الطعام والشراب مخافة الداء أن ينزل بهم ، كيف لا يحتمون من الذنوب مخافة النار إذا اشتعلت في أبدانهم ! » (١).
وردت المزيد من الوصايا والمواعظ التي أدلى بها الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام في مناسبات شتى ، وسلّط فيها الضوء على الكثير من المضامين الإسلامية السامية ، ويأتي على رأس تلك الوصايا وصيته لهشام بن الحكم ، وهي وصية مسهبة تشتمل على مواعظ بليغة وحكم رائعة وأقوال جامعة ، وضمنها عليهالسلام شواهد من آي الكتاب الكريم وحديث الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وأحاديث أمير المؤمنين علي والحسن وعلي بن الحسين عليهمالسلام ، وشيئاً من حكمة لقمان والمسيح عليهالسلام ومواعظ الإنجيل.
ومن مضامينها موضوع العقل وكونه حجة في المعرفة ، إذ ان أحد الأدلة المهمة على الربوبية والتوحيد هو التأمّل في الآفاق ، وأداته العقل ، وعدد فيها مكارم الأخلاق مرغّباً فيها ، وبيّن مساوئ الأخلاق مرغباً عنها ، وفيما يلي مختار منها :
قال هشام بن الحكم : « قال لي أبو الحسن عليهالسلام : يا هشام ، إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس. يا بني ، إن الدنيا بحر عميق ، قد
__________________
(١) اخترنا هذه الكلمات من كتاب تحف العقول : ٤٠٨ ، وأعلام الدين / الديلمي : ١٢٠ ، والتذكرة الحمدونية : ١١١ و ٢٦٩ ، ومعارج اليقين في أصول الدين / السبزواري : ٣١٤ ، ونهاية الارب / النويري ٣ : ٢٤٨ ، وبهجة المجالس / القرطبي ١ : ٦٨٩ ، وملحقات إحقاق الحق / المرعشي ٢٨ : ٥٦٣.