عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي ، أنه قال للإمام الكاظم عليهالسلام : « يكون في الأئمة من يغيب ؟ فقال عليهالسلام : نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منا ، يسهّل الله له كل عسير ، ويذلل له كل صعب ، ويظهر له كنوز الأرض ، ويقرب له كل بعيد ، ويبير به كل جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ، ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عزّ وجلّ ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً » (١).
دافع الإمام الكاظم عليهالسلام من خلال عدّة مناظرات ذكرنا بعضها في الفصل الثاني (٢) عن الاُسس التي تقوم عليها الإمامة وعن أهم قواعدها ، كما ردّ على المزيد من الشبهات المثارة حولها ، نقتصر هنا على ذكر بعض ما جاء منها مع هارون في موضوعين مهمين بالنسبة إلى خلفاء بني العباس ، هما تفضيل آل أبي طالب على آل العباس ، وسبب وراثتهم النبي صلىاللهعليهوآله دون بني العباس.
عن أبي أحمد هاني بن محمد بن محمود العبدي ، عن أبيه ، بإسناده عن موسى بن جعفر عليهماالسلام ـ في حديث ـ قال : « قال الرشيد : أخبرني لِمَ فضّلتم علينا ونحن وأنتم من شجرة واحدة ، وبنو عبد المطلب ونحن وأنتم واحد ، وإنا بنو العباس ، وأنتم ولد أبي طالب ، وهما عمّا رسول الله صلىاللهعليهوآله وقرابتهما منه سواء ؟ فقلت : نحن أقرب. قال : وكيف ذلك ؟! قلت : لأن عبد الله
__________________
(١) إكمال الدين : ٣٦٨ / ٦.
(٢) في موقفه عليهالسلام من الرشيد أجابه عن سبب نسبة أهل البيت عليهمالسلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله مع أن المرء يُنسب إلى أبيه ، وكيف قيل لهم عليهمالسلام ذرية النبي صلىاللهعليهوآله ، مع أن العقب للذكر ، وهم عليهمالسلام أولاد البنت.