هارون ، فسأله عن عمه موسى بن جعفر ، فسعى به إليه ، وقال له : ان الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب ، وان من كثرة المال عنده أنه اشترى ضيعة تسمى اليسيرة بثلاثين ألف دينار. وذكر لهارون أنه يجتمع على باب عمه من الناس أكثر مما يجتمع على باب هارون لعنه الله ، فأمر له بمائتي ألف درهم وولاه على بعض النواحي ، ومضت رسله لقبض المال ، فدخل إلى الخلاء فزحر زحرة خرجت منها حشوته كلها فسقط لوجهه ، واجتهدوا في ردها فلم يقدروا ، فوقع لما به (١) ، فجاءه المال وهو ينزع ، فقال : ما أصنع به وأنا في الموت ؟ ومات ولم ينتفع بالمال ، وخرج الرشيد في تلك السنة إلى الحج ، وبدأ بالمدينة فقبض فيها على أبي الحسن موسى عليهالسلام » (٢).
٢ ـ محمد بن اسماعيل بن جعفر :
وفي رواية أن الذي وشى بالامام عليهالسلام هو محمد بن اسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، في قصة مشابهة لما تقدم ، رواها علي بن جعفر بن محمد ، وفيها أن محمد بن اسماعيل بن جعفر استاذن الإمام الكاظم عليهالسلام في الخروج إلى العراق فأذن له ، وقال له : « أوصيك أن تتقي الله في دمي. فقال : لعن الله من يسعى في دمك. ثم ناوله أبو الحسن عليهالسلام (٤٥٠) ديناراً فقبضها محمد ، ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده ، فقلت له في ذلك واستكثرته ، فقال : هذا ليكون أوكد لحجتي اذا قطعني ووصلته.
قال : فخرج إلى العراق ، واستأذن على هارون فأمر بدخوله ، وقال : يا أمير المؤمنين ، خليفتان في الأرض ، موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج ،
__________________
(١) أي ان حالته حالة الموت.
(٢) عيون أخبار الرضا ١ : ٦٩ / ١ ، الارشاد ٢ : ٢٣٨ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣٣ ، روضة الواعظين : ٢١٨ ، التتمة في تواريخ الأئمة عليهمالسلام : ١١٣.