يا أبا الحسن» (١).
كما أسهم الإمام الكاظم عليهالسلام في الانفاق على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والإحسان إلى الناس ورعاية اُمورهم حتى سمي منقذ الفقراء لكثرة ما بذل في هذا الاتجاه ، ودعا إلى منع الاحتكار بسبب غلاء الأسعار ، روى ثقة الإسلام الكليني عن معتب قال : « كان أبو الحسن عليهالسلام يأمرنا إذا أدركت الثمرة أن نخرجها فنبيعها ونشتري مع المسلمين يوماً بيوم » (٢).
لعل أبرز ما يطالع الباحث في تاريخ هذه الحقبة هو تدخّل البرامكة وبعض الجواري في إدارة شؤون الملك وتسيير اُمور الدولة والحرب ، ومن الجواري التي كان لها دور متميز في هذا الاتجاه الخيزران ، وكانت من جواري المهدي فأعتقها وتزوجها ، وهي أم ابنيه الهادي وهارون الرشيد. ولما مات المهدي وولي ابنها الهادي انفردت بالسلطة والصولجان ، وأخذت المواكب تغدو وتروح إلى بابها ، وحاول الهادي منعها من ذلك حتى قال لها : إذا وقف ببابك أمير ضربت عنقه. وسعى في عزل أخيه الرشيد من ولاية العهد ، وقيل : إن الخيزران علمت عزمه على قتل الرشيد ، فأرسلت إليه بعض جواريها وهو مريض فجلسن على وجهه حتى مات خنقاً سنة ( ١٧٠ ه ) وله من العمر ثلاث وعشرون ، وقيل : ست وعشرون (٣).
أما البرامكة فانّ رأسهم يحيى بن خالد بن برمك ، وهو مؤدب الرشيد
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨٨ / ١١.
(٢) الكافي ٥ : ١٦٦ / ٣.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٦ و ٤٢١ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٦٨ ، الاعلام / الزركلي ٢ : ٣٢٨.