وأعلم أنك لحمي ودمي ، وأن الذي حدثتني به صحيح » (١).
وفي حديث آخر عنه عليهالسلام أن الرشيد قال : « يا موسى ، خليفتين يجبى اليهما الخراج ؟! فقلت : يا أمير المؤمنين ، اعيذك بالله أن تبوء باثمي واثمك ، وتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله بما علم ذلك عندك » (٢) إلى آخر الحديث المتقدم.
المبحث الثاني
مواقف الإمام عليهالسلام إزاء تصرفات السلطة
كان الإمام الكاظم عليهالسلام يدرك حراجة الموقف الذي مر به وهو في تباشير إمامته ، فكان من جانب ملزماً باتباع اُسلوب الحذر والكتمان من إبداء أي نشاط يدل على إمامته لشدة طلب المنصور لصاحب الوصية من أهل البيت عليهمالسلام بعد الإمام الصادق عليهالسلام ، ومن جانب آخر كان ينبغي أن يقوم بما يتوجب عليه تجاه أصحابه باعتباره قائداً رسالياً ، سيما وأن بعض الشيعة قد قال بإمامة غيره ، لكنه استطاع التوفيق بين الأمرين عن طريق التصريح بالوصية لخاصته وخلص أصحابه ريثما تتوفر الفرصة المناسبة لذلك ، ولعل من إفرازات تلك المرحلة أن الرواة من خلص أصحابه كانوا لا يسندون الحديث إليه بصريح اسمه حفظاً له وتقية من الظلم المسلط في ذلك العهد ، بل يكنون عنه بالعبد الصالح والعالم والسيد والرجل والماضي ، تعمية على رجال السلطة. ولم يشترك الإمام عليهالسلام في الميادين السياسية بل كان منقطعاً إلى العلم والعبادة والزهد ، ولم ينضم إلى الثوار من الطالبيين ، لعلمه المسبق بمصير الثورة ، ولأنه لم يكن في
__________________
(١) الاختصاص : ٤٨.
(٢) عيون أخبار الرضا ١ : ٨١ / ٩.