حرص الإمام الكاظم عليهالسلام على تربية أصحابه تربية دينية تعكس روح الإسلام ومبادئه ، وقد مارس الإمام عليهالسلام دور التربية والتوجيه لإعداد الجماعة الصالحة والقاعدة المؤمنة بمرجعيته الفكرية والروحية.
عن إبراهيم بن هاشم ، قال : « رأيتُ عبد الله بن جندب بالموقف ، فلم أر موقفاً أحسن من موقفه ، ما زال مادّاً يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خدّيه حتّى تبلغ الأرض ، فلمّا صدر الناس قلت له : يا أبا محمّد ، ما رأيتُ موقفاً أحسن من موقفك. قال : والله ما دعوت إلاّ لإخواني ، وذلك أنّ أبا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام أخبرني أنّه من دعا لأخيه بظهر الغيب نُودي من العرش : ولك مائة ألف ضعف ، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا » (١).
كما أكد الإمام الكاظم عليهالسلام على مبادئ الإخوّة الإيمانية وإشاعة أجواء المحبة والنصيحة بعيداً عن الأنانية والاستئثار والغش والغيبة والتهمة ، وذلك من خلال جملة تعاليم إنسانية وحضارية راقية أدلى بها لأصحابه.
عن عبد المؤمن الأنصاري قال : « دخلت على الكاظم عليهالسلام وعنده محمد بن عبد الله الجعفي ، فتبسمت في وجهه ، فقال : أتحبه ؟ فقلت : نعم ، وما أحببته إلاّ فيكم ، فقال : هو أخوك ، المؤمن أخو المؤمن لأبيه ولأمه ، ملعون من اتهم أخاه ، ملعون من غش أخاه ، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه ، ملعون ملعون من استأثر على أخيه ، ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ، ملعون ملعون من اغتاب أخاه » (٢).
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٥٤٠ / ٧٢٣.
(٢) اعلام الدين / الديلمي : ١٢٥.