إلي » (١).
وعن اُخت السندي بن شاهك ، وكانت تتولى حبسه وتلي خدمته أنها قالت : «كان إذا صلّى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه ، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل ، فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ، ثم يذكر قليلاً حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى ، ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ، ثم يرقد إلى قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر ، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة ، فكان هذا دأبه. فكانت أُخت السندي إذا نظرت إليه قالت : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل » (٢).
الزهد والورع من الخصائص البارزة في سيرة الإمام الكاظم عليهالسلام خلقاً وسلوكاً ، فكان مثالاً للأعراض عن مظاهر الحياة الفانية وزخارفها وحطامها ، والرغبة فيما أعدّه الله له في دار الخلود من النعيم والكرامة ، مؤثراً طاعة الله تعالى على كل شيء.
فنجد الإمام عليهالسلام في محتويات بيته مثالاً للزهد والتواضع والبساطة ، قال إبراهيم بن عبد الحميد : « دخلت على أبي الحسن الأول عليهالسلام في بيته الذي كان يصلي فيه ، فإذا ليس في البيت شيء إلاّ خصفة (٣) ، وسيف معلق ، ومصحف » (٤).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٠٦ / ١٠ ، أمالي الصدوق : ١٣٦ / ١٨ ، روضة الواعظين : ٢٥٩.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٢ ، تاريخ أبي الفداء ٢ : ١٥.
(٣) الخصفة : ما يعمل من الخوص للفراش والأثاث.
(٤) قرب الاسناد : ١٢٨.