هناك شهادات اُخرى تؤكد كون الإمام الكاظم عليهالسلام أحد الأئمة الاثني عشر أو سابعهم أو أحد الأوصياء أو إمام الحق وغيرها من الصفات ، نوردها ـ وإن كنا في غنى عنها ـ لأنها صدرت عن بعض أعدائه ومخالفيه ولو على سبيل نقل القول ، وهي تؤكد شهرة النص حتى عند المخالفين ، وفيما يلي نذكر مختاراً منها :
١ ـ روى المؤرخون عن هارون الرشيد أنه وصف الأئمة عليهمالسلام من أمير المؤمنين إلى الإمام الكاظم بالأوصياء ، فقد دخل عليه علي بن حمزة الكسائي ، فأخبره الرشيد باختلاف الأمين والمأمون ، وما يقع بينهما من سفك الدماء وهتك الستور وكثرة القتلى ، فقال له الكسائي : أيكون ذلك ـ يا أمير المؤمنين ـ لأمرٍ رؤي في أصل مولدهما ، أو لأثرٍ وقع لأمير المؤمنين في أمرهما ؟ فقال : لا والله إلاّ بأثر واجب حمله العلماء عن الأوصياء عن الأنبياء. قالوا : فكان المأمون يقول في خلافته : قد كان الرشيد سمع جميع ما جرى بيننا من موسى بن جعفر بن محمّد ، فلذلك قال ما قال (١).
٢ ـ وقال الرشيد للمأمون : « يا بني هذا وارث علم النبيين ، هذا موسى بن جعفر عليهماالسلام ، إن أردت العلم الصحيح تجده عند هذا ، قال المأمون : فحينئذٍ انغرس في قلبي حُبّهم » (٢). وقال في موضع آخر : « يا بني نحن أئمة الملك وهذا إمام الدين » (٣).
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٣٥١ ، الفتوح / ابن أعثم ٤ : ٤١٦ ، الأخبار الطوال / الدينوري : ٥٦٦ ـ وفيه أن الداخل عليه كان الأصمعي.
(٢) أمالي الصدوق : ٣٠٧ / ١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٣ / ١٢.
(٣) الهداية الكبرى / الخصيبي : ٢٧٢.