جميع الخلائق يجب أن يكون لهم ، وأن لهم حقوقاً جعلها الله لهم واجبة في أعناق من يدينون لهم بالولاء منها الخمس والمودة ، وأن منهم القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ، وله غيبة يطول أمدها ، يرتدّ فيها أقوام ويثبت فيها آخرون ، وإنما هي ابتلاء من الله عزّ وجلّ ابتلى بها خلقه ، حتى يظهر ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً ، وهو الخامس من ولد الإمام الكاظم عليهالسلام ، والثاني عشر من أهل البيت المعصومين عليهمالسلام.
وكان لأصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام دور فاعل في التدليل على فكرة الإمامة وأطروحتها ، وذلك من خلال مناظراتهم واحتجاجاتهم مع أصحاب المذاهب والفرق الإسلامية ، كهشام بن سالم الجواليقي ، ومحمد بن علي بن النعمان المعروف بمؤمن الطاق ، وهشام بن الحكم ، وكان ممن فتق الكلام في الإمامة ، حاذقاً بصناعة الكلام ، وغير هؤلاء كثير ، الأمر الذي أدى إلى انتشار فكر أئمة أهل البيت عليهمالسلام وذيوع منهجهم بين المسلمين بفضل براهينهم الساطعة ومناظراتهم التي تميزت بقوة الحجة وسرعة البديهة والجرأة ، وفيما يلي نذكر أهم كلمات الإمام عليهالسلام في هذا الإطار :
قال الإمام الكاظم عليهالسلام في وصيته لهشام بن الحكم : « يا هشام ، إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة ، وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهمالسلام ، وأما الباطنة فالعقول » (١).
عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الأول عليهالسلام ، قال : « ما ترك الله
__________________
(١) الكافي ١ : ١٠ ـ ١٥ / ١٢ ، تحف العقول : ٣٨٣ ـ ٤٠٢.