وأعناق من معه ، وصلبهم على جسر دجلة الأكبر (١).
هو أبو الخصيب ، ثائر شجاع ، خرج في نسا من أعمال خراسان سنة ( ١٨٤ ه ) ، في أيام الرشيد العباسي ، واستفحل أمره سنة ( ١٨٥ ه ) ، فتغلب على أبيورد وطوس ونيسابور ، وحاصر مرو ، فقاتله علي بن عيسى من قواد الرشيد فقتله سنة ( ١٨٦ ه ) ، وسبى نساءه وذراريه (٢).
في سنة ( ١٥٠ ه ) خرج رجل من الكفرة يقال له أستاذسيس في بلاد خراسان ، فاستحوذ على أكثرها وادّعى النبوة ، وصحبه على ذلك نحو من ثلاثمائة ألف وقتلوا من المسلمين هنالك خلقاً كثيراً ، وهزموا الجيوش التي في تلك البلاد وسبوا خلقاً كثيراً ، وتحكم الفساد بسببهم ، وتفاقم أمرهم ، فوجه المنصور خازم بن خزيمة التميمي إلى ابنه المهدي ليوليه حرب تلك البلاد ويضم إليه من الأجناد ما يقاوم أولئك ، فجمع المهدي لخازم الامرة على تلك البلاد والجيوش ، وبعثه في نحو من أربعين ألفاً ، فسار إليهم وما زال يراوغهم ويماكرهم حتى فاجأهم بالحرب ففض جموعهم ، وأسر أستاذسيس وحمله إلى المنصور في بغداد فقتله (٣).
كلفت حروب الخوارج المتصلة في هذه الفترة الدولة والناس المزيد من
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩٧ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٣٩.
(٢) الأعلام / الزركلي ٨ : ١٢٦.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٩ ، البداية والنهاية ١٠ : ١١٣.