الدماء والأموال ، فقد خرج مهلهل الحروري بفارس (١) ، وظهر الخوارج الشراة في خراسان سنة ( ١٥١ ه ) حتى قاتلوا يزيد بن مزيد على جسر بغداد في وقعة جليلة ذهب ضحيتها كثير من الناس (٢) ، وفي سنة ( ١٤٩ ه ) ظهرت الخوارج من الصفرية والأباضية وغيرهم ببلاد إفريقية بقيادة عاصم بن جميل الأباضي ، فولوا عليهم أبا الخطاب عبد الأعلى المعافري ، واجتمع من الخوارج سنة ( ١٥١ ه ) ثلاثمائة وخمسون ألفاً مع جمع كبير من البربر في طرابلس الغرب ، وعليهم أبو عباد وأبو حاتم يعقوب الأباضي الأنماطي ، وانضم إليهم أبو قرة في أربعين ألفاً ، وأكثروا الفساد في البلاد وقتلوا النساء والأطفال حتى قتل قادتهم سنة ( ١٥٥ ه ) (٣) ، وخرج بالجزيرة الفراتية سنة ( ١٧٧ ه ) رأس الشراة الوليد ابن طريف بن الصلت التغلبي الشيباني وحكم بها ، وقتل خلقاً من أهلها ، وأخذ الرشيد يرسل الجموع تلو الجموع لحربه فيهزمهم ، حتى قتل بعد حرب شديدة سنة ( ١٧٩ ه ) ، وهو الذي تقول أخته الفارعة في رثائه من قصيدة :
أيا شجر الخابور ما لك مورقاً |
|
كأنك لم تجزع على ابن طريف |
فتى لا يحب الزاد إلاّ من التقى |
|
ولا المال إلاّ من قناً وسيوف (٤) |
واذا كانت الدولة تحارب الخوارج على جبهة الحرب ، فان أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام حاربوهم بالفكر والمناظرة ، فوجدنا في هذا العصر كتابات للرد على الخوارج ، منها كتاب محمد بن علي بن النعمان ، المعروف بمؤمن الطاق ، في
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٣.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٤ ، البداية والنهاية ١٠ : ١١٥.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٦ ، البداية والنهاية ١٠ : ١١٧ ـ ١٢٠ ، الأعلام / الزركلي ٨ : ١٩٧.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١٠ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٨٣ و ١٨٦ ، الأعلام / الزركلي ٨ : ١٢٠.